السلفادور تعتقل محامية وسط اتهامات بالقمع وتراجع الحريات

أوقفت السلطات في السلفادور، مساء الأحد، المحامية البارزة والناشطة الحقوقية روث إليونورا لوبيز، المعروفة بدفاعها عن قضايا الهجرة وانتقادها العلني لسياسات الرئيس نجيب أبو كيلة.

 جاء توقيف لوبيز، التي ترأس قسم مكافحة الفساد والشؤون القضائية في منظمة "كريستوسال" الحقوقية، بموجب مذكرة صادرة عن النيابة العامة تتّهمها بالاختلاس خلال عملها في المحكمة الانتخابية قبل نحو عقد من الزمن وفق ما أوردته وكالة فرانس برس الإثنين.

لوبيز في مرمى الاتهام

أعلنت النيابة العامة عبر بيان على منصة "إكس" أن مذكرة توقيف صدرت بحقّ روث إليونورا لوبيز ألفارو (47 عامًا)، مشيرة إلى أنها تواجه تهمة "اختلاس أموال عامة" تعود لفترة سابقة من مسيرتها القضائية، ولم تُقدم السلطات حتى الآن تفاصيل إضافية حول الأدلة أو السياق الزمني الدقيق للتهم.

تزامن توقيف لوبيز مع تصاعد التوتر الحقوقي في البلاد، بعد أن تقدّم محامو مهاجرين فنزويليين بشكاوى عن تعرّض موكّليهم لتعذيب جسدي ونفسي داخل مركز احتجاز شديد الحراسة في تيكولوكا.

واعتُقل هؤلاء المهاجرون بعد طردهم من الولايات المتحدة، بتهمة الانتماء إلى عصابة "ترين دي أراغوا"، التي تصنّفها واشنطن منظمة إرهابية.

أجواء القمع 

أصدرت منظمة "كريستوسال" بيانًا عبّرت فيه عن قلقها العميق إزاء اختفاء لوبيز وعدم معرفة مكان احتجازها، وأكدت أن لا أحد من عائلتها أو محاميها تمكّن من التواصل معها منذ توقيفها.

وأضافت المنظمة أن اعتقال لوبيز يأتي في سياق تصاعد "أجواء القمع" وتضييق الخناق على المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان، في ظل ما وصفته بـ"تداعي مؤسسات الدولة" وازدياد القيود على المجتمع المدني.

تُعرف روث لوبيز بنشاطها البارز في الدفاع عن حقوق المهاجرين في السلفادور وأمريكا اللاتينية، وهي صوت معارض لسياسات الرئيس نجيب أبو كيلة الذي ينتهج أسلوبًا صارمًا في الأمن الداخلي، خاصة في ما يتعلق بالجريمة المنظمة، في السنوات الأخيرة، واجهت حكومته اتهاماتٍ متكررةً بتقويض الحريات المدنية واستهداف منتقدي النظام، وتتابع منظمة "كريستوسال"، التي تعمل لوبيز ضمن طاقمها، أوضاع المهاجرين الفنزويليين المحتجزين في ظروف وُصفت بأنها "قاسية وغير إنسانية".